الاثنين، 22 نوفمبر 2010

أمراض الخريف2010: أنفلونزا عادية نسبها مرشّحة للارتفاع

أمراض الخريف2010: أنفلونزا عادية نسبها مرشّحة للارتفاع

تشير المعطيات الطبية المتوفرة حتى الساعة إلى أن شمس الخريف الدافئة لن تترافق، في هذا العام، مع أمراض استثنائيّة، كفيروس «أتش 1 أن 1» الذي انتشر في خريف العام الماضي. لكن من المتوقّع أن يترافق خريف 2010 مع أمراض الفصل المعتادة، التي تتكرر سنوياً، وأبرزها الإنفلونزا. فهي تتمكّن من الإنسان حين لا يتنبّه إلى تغير المناخ، فلا يتحسب لانخفاض درجات الحرارة، واختلافها بين الليل وبين النهار.

ولأن الفيروسات تنتقل بسهولة عبر القارات، يُطَْمئِن ثلاثة أطباء متخصصين في الصحّة العامة إلى أن الإنفلونزا تختصر أمراض الخريف حتى الساعة في لبنان، ونسبة تفشيها ما زالت ضمن الأطر الطبيعية.

الا أن الدكتور زهير برّو يتوقع أن تتأخر الإصابات بالإنفلونزا قليلا «لأن درجات الحرارة لم تنخفض بعد إلى حدّها المعهود في أيام الخريف، فهناك تغيير مناخي واضح، إذ سجّل المناخ نسب جفاف وحرارة ورطوبة عالية، لا تتناسب مع هذا الفصل من السنة. من هنا، يتوقع أن تتأخر أمراض الخريف في الظهور». ويشير إلى أن الإنفلونزا «غالباً ما تتكوّن في الصين، ويرتبط انتشارها بتغيّر المناخ، فتصيب الناس حين تضعف مناعتهم».
وبينما تخطو الإنفلونزا والتهابات الحلق وارتفاع الحرارة، خطواتها الأولى في لبنان في هذه الأيام، يحذّر الدكتور نديم عبد الساتر من مكيفات الهواء «التي تختزن الفيروسات وتنشرها عبر الهواء المبرّد.. حتى إنه يكاد يكون من أبرز أسباب انتشار الأمراض».

ويلاحظ أن «الناس لا يعيرون أهمية للتبدّل الذي يصيب درجات الحرارة، بين الليل وبين النهار». وهو الأمر الذي يؤكده الدكتور عبد الإمام شحيتلي، خاصّا بالذكر منطقة البقاع حيث يعمل «فهنا، الفارق في درجات الحرارة بين النهار والليل يصل إلى 15 درجة».
ويلفت شحيتلي إلى أن موجة التهاب العيون قد تجددت، «على الأقل في البقاع، بحسب مرضاي»، موصياً باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، لجهة بقاء المصابين في المنزل، وتنظيف غير المصابين لأيديهم باستمرار.

الفاكهة.. خير من اللقاح
للوقاية من إنفلونزا الخريف، ينصح الأطباء الثلاثة بتناول الفاكهة الغنية بالفيتامين «سي»، شارحين أن تأثيرها على الجسم أفضل من تأثير الأدوية التي تحتوي على الفيتامين. كما أنهم لا ينصحون بلقاح الإنفلونزا إلا «لمن هم فعلاً بحاجة إليه»، أي: المسنون والمرضى والأطفال. ويشير شحيتلي إلى أن اللقاح «مضاد لثلاثة أو أربعة أنواع من الفيروسات، في حين أن الإنفلونزا تتأتى من أكثر من مئتي نوع من الفيروسات».

يذكر أن للإنفلونزا ثلاثة أنواع: «أ»، «ب»، و«ث»، يصاب بها المرء نتيجة العدوى، وليس البرد. وقد شهد العالم في سنوات سابقة، موجات إنفلونزا خطيرة، وأخرى سريعة الانتشار.

ففي العام 2001، أصيب أكثر من سبعة ملايين شخص في فرنسا بواحد من أنواعها، توفي من جرائه حوالى 2500 شخص. وفي شتاء 1989 ـ 1990، توفي 17 ألف شخص في بريطانيا بسبب أمراض الخريف، بينما تقضي الإنفلونزا على 25 ألف إنسان في الولايات المتحدة الأميركية، سنوياً، بحسب موقع «ريفولت» الفرنسي.

أما أصعب أنواع الانفلونزا التي شهدتها الإنسانية فحملت اسم «الانفلونزا الإسبانية» التي قضت بين العامين 1918 و1920 على أكثر من عشرين مليون إنسان، أي ضعفي عدد القتلى الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قد تحبين ايضا

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...