الأحد، 21 نوفمبر 2010

الطب على أبواب تطوير قلب اصطناعي كامل

الطب على أبواب تطوير قلب اصطناعي كامل

تتسارع الجهود الطبية لصناعة قلب اصطناعي كامل في المختبرات، بعد ان تم احراز تقدم في صناعة انسجة قلبية من الخلايا الجذعية سيتم بها اصلاح الاضرار المختلفة التي تلحق بالقلوب.
الحوار التالي مع رئيس مشروع المركز الدولي للابحاث السريرية الذي يتم فيه التعاون بين اكبر مستشفيات الابحاث اعتبارا وسمعة في العالم وهو “مايو كلينيك” الاميركي والمستشفى الجامعي للقديسة آنا في مدينة برنو التشيكية، الاستاذ الطبيب توماش كارا يكشف عن الاتجاهات الجديدة للبحث العلمي في مسألة معالجة القلب وآفاقها.
أعلنت مع زملاء لك بأنكم تقومون بتطوير قلب اصطناعي.. فلماذا تركزون على هذا الامر بالذات؟
ــــ ان عدد الناس الذين يحتاجون الى قلوب جديدة يتزايد، فيما لا يزال عدد المتبرعين للاسف محدودا، وهو الآن في كل دولة بحدود واحد الى ثلاثة، وواحد الى عشرة، وانا على ثقة بأن الخلايا الجزعية التي نعمل عليها الآن بشكل مكثف ستحسن عمل القلوب المتضررة وستسمح في المستقبل بتطوير قلب كامل في المختبرات.
كم انتم بعيدون عن تحقيق هذا الهدف؟
ــــ نعمل في مشروعين، حيث نحاول في الاول خلق بديل قلبي ميكانيكي لاننا نريد ان يوضع الجهاز بالكامل داخل جسم المريض، فيما يجري شحنه من الخارج عبر الجلد.
اما في المشروع الثاني فنسعى لاستخدام التكنولوجيات الحيوية لتحسين عمل القلب المتضرر او الذي يعاني من قصور. وقد ساهم الباحث التشيكي مارتين بيشيل الذي عمل في جامعة مينيسوت الاميركية تحت اشراف دان كاوفمان، في تطوير خلايا جزعية يمكن لها ان تتحول الى عضلة قلبية بنظافة عالية تقترب من حدود المائة في المائة.
وماذا يعني ذلك؟
ــــ عندما نتعامل بالخلايا الجزعية يوجد تهديد او خطر يتأتى من ان بعضها يمكن ان يصاب بـ «الهلع»، فيبدأ بإنتاج انسجة اخرى مثل جزر ميكروية من الاربطة او الغضاريف من النوع الذي لا تكون مرونته كافية، فالغضاريف يمكن لها ان تثير حالة من عدم الانتظام في دقات عضلة القلب، ولذلك فإن خلق انسجة نظيفة تماما تمثل نجاحا مهما.
هل جربتم ذلك على الخلايا الجذعية للحيوانات فقط؟
ــــ كلا بدأنا نتعامل مع الخلايا البشرية.
أي نوع من الخلايا تفضلونها في ظل الوضع القائم، حيث بدأ تجريب الخلايا الجذعية في معالجة البشر ولا سيما للمصابين بضرر في النخاع الشوكي، وهو ما يعتبره البعض امرا غير اخلاقي، فيما يتم التعامل بالخلايا الجذعية المأخوذة من جسد مريض من نخاع العظم منذ فترة طويلة وتراجع الاشكال الاخلاقي في هذه الحالة غير ان الخلايا تتبدل في الانسجة الضرورية بشكل اسوأ.
ــــ نتعامل حاليا مع كلا النوعين، غير ان الاكثر املا يبدو لنا الخيار الثالث اي ما يسمى بـ«بالمستحث التعددي» القوي للخلايا الجذعية لأنه يمكن اعداده من الانسجة الجسمية العادية لكل شخص وعلى سبيل المثال من الجسد.
ولكن اثناء اعداد ذلك يمكن ان يتم التلاعب بالجينات وبالتالي فإن فترة زرع مثل هذه الخلايا في الجسد البشري ستكون بعيدة.
ــــ إن الطريق سيكون طويلا للاستخدام العملي لكل انواع الخلايا الجذعية، وانا لا اريد ان اثير املا مزيفا بأن الخلايا الجذعية سنبدأ باستخدامها في علاج امراض قصور القلب بعد عام او عامين، ولكنني اعتقد أن التدخل العلاجي البارز في امراض القلب سيتم بعد عام 2020.
كيف وصلتم الى هذه النقطة؟
ــــ في عام 1998 قمنا بشكل مشترك مع زملاء لنا من معهد التجهيزات التقنية التابع لاكاديمية العلوم التشيكية ببناء مختبر لابحاث ادارة الدورة الدموية، وطورنا طرق وتكنولوجيات جيدة سمحت لنا بأن نفهم بشكل واسع كيف يساهم الدماغ في ادارة وتوجيه الدورة الدموية، وعلاقة النظام العصبي بنشوء ومعالجة بعض امراض القلب، كما تمكنا من الكشف عن الاسباب الجديدة تماما لاشكالات الوعي التي تظهر لدى الوقوف طويلا، وتأكدنا أن الاشكالات في ادارة الدورة الدموية تنشأ مباشرة في الدماغ. هذا البحث قادني الى «مكة الطب» مايو كلينك، حيث بدأنا العمل هناك على المشروع منذ عام 2001، وقررنا الآن ان يستمر هذا العمل المشترك في المركز الدولي للابحاث السريرية في مدينة برنو، سيعمل في المركز 400 شخص، اضافة الى 60 طبيبا من الخبراء الممتازين في هذا المجال من اميركا واوروبا، سيعملون لفترة محددة عندنا 3 اسابيع، او 3 اشهر، او 3 اعوام حسب احتياجات المشروع.
افحص قلبك إذا توفي والدك قبل الــ 55 ووالدتك قبل الــ 65
يرتبط مصير القلب بشكل نصفي بالموروثات التي يأخذها الانسان من أهله، فيما يخضع النصف الثاني لارادة الشخص، الأمر الذي لا يعتبر قليلا حسب دراسة علمية حديثة لان النسبة تصبح مناصفة بين المورثات وبين المقدرة الشخصية على التغيير.
تشير الدراسة الى ان أمراض القلب والشرايين، التي يموت عدد كبير من الناس بسببها، محددة جينيا بشكل مسبق، غير أن الآلية الدقيقة لتفسير ذلك لا يعرفها العلماء والأطباء حتى الآن لأنه لا يوجد جين واحد يتحمل المسؤولية عن نشوء هذا المرض المحدد، وانما تتوزع المسؤولية بين مجموعة من الجينات.
شيرتبط مصير القلب بشكل نصفي بالموروثات التي يأخذها الانسان من أهله، فيما يخضع النصف الثاني لارادة الشخص، الأمر الذي لا يعتبر قليلا حسب دراسة علمية حديثة لان النسبة تصبح مناصفة بين المورثات وبين المقدرة الشخصية على التغيير.
تشير الدراسة الى ان أمراض القلب والشرايين، التي يموت عدد كبير من الناس بسببها، محددة جينيا بشكل مسبق، غير أن الآلية الدقيقة لتفسير ذلك لا يعرفها العلماء والأطباء حتى الآن لأنه لا يوجد جين واحد يتحمل المسؤولية عن نشوء هذا المرض المحدد، وانما تتوزع المسؤولية بين مجموعة من الجينات.
غيّر أسلوب حياتك
وعلى الرغم من هذه الحقيقة فان تبرير كل شيء بنوع الجينات الموروثة هو أمر مضر لان الانسان يمكن له عن طريق تغيير أسلوب حياته أن يفعل من اجل صحته الكثير وبالتحديد ما نسبته %50.
ويشكل الأطفال، الذين ينحدرون من عائلات مصابة باثقالات جينية بارزة، استثناء من هذا الوضع، لأن هؤلاء يمكن أن يكون مستوى الكوليسترول مثلا في دمهم يزيد بعدة أضعاف على الحد الصحي.
ان مثل هذا النوع من الأشخاص قليل عموما غير انه يتوجب بالمقابل على الأطباء اكتشاف هؤلاء الأطفال المهددين ومتابعه أوضاعهم، فهؤلاء الأطفال، الذين ينحدرون من عائلات لديها اشكالات قلبية مختلفة، يتوجب قياس الكوليسترول لديهم في الخامسة من العمر وفي الثالثة عشرة.
تقول طبيبة الأطفال هانا كابرنوخوفا المشرفة على الدراسة ان جميع الأطفال لا يخضعون للاسف لاختبارات الدم وان الكثيرين من الأهل يعتبرون هذه المشكلة ثانوية، لذلك لا يأخذون الأطفال الى فحص الدم.
ويكشف الفحص اذا كان لدى الأطفال مستوى كوليسترول مرتفع، في هذه الحالة تكون الحاجة ضرورية لتغيير اسلوب الحياة في الأسرة كلها لأن عادات الطعام غير المناسبة يتم وراثتها مثل عدم توفر الرغبة في ممارسة النشاط البدني.
وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو سهلا وثانويا، فان الأطباء ينصحون عادة بتناول طعام صحي، وفي الوقت نفسه بممارسة الأطفال المهددين بالأمراض القلبية للحركة، أما في حال عدم نجاح هذه الإجراءات فيتوجب على الأهل أن يراجعوا الأطباء المختصين، لان الذين لديهم إشكالات جدية يتوجب تقديم الأدوية لهم.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قد تحبين ايضا

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...